السعودية والهند يوقعان علي اتفاقية استراتيجية ضخمة بقيمة 100 مليار دولار

وقعت المملكة العربية السعودية والهند اتفاقية استراتيجية ضخمة بقيمة 100 مليار دولار، وهذا يعيد أسس التعاون الثنائي بينهما، ولتؤسس مرحلة متقدمة من الشراكة بين القوتين الآسيوية والخليجية، لتصبح السعودية والهند، مستقبل الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي في العالم.

50 مليار دولار للهيدروجين الأخضر والربط الكهربائي

وتركز هذه الاتفاقية بشكل محوري على مستقبل الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة، وظهر ذلك خلال اجتماع رفيع المستوى جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

واتفق القائدان على الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى تحالف استراتيجي، يوصف بأنه خطوة تاريخية نحو تكامل هندي خليجي أعمق، مما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون في قطاعات حيوية لكلا البلدين.

الطاقة الخضراء

وتُخصص الاتفاقية الجديدة الجزء الأكبر من استثماراتها، بواقع 50 مليار دولار، لقطاعي البتروكيماويات والطاقة الخضراء، مؤكدةً الطموح المشترك نحو مستقبل طاقة مستدام، وتعهدت الرياض بتمويل إنشاء مصفاتي نفط كبيرتين في الهند لتعزيز طاقتها وبنيتها التحتية.

وتدخل شركتا الطاقة السعوديتان العملاقتان، "سابك وأرامكو"، بقوة في هذا التعاون عبر الاستثمار في مشاريع واعدة لطاقة الهيدروجين الأخضر، مما يمثل تحولًا نوعيًا نحو مصادر الطاقة النظيفة، وينظر البلدان أيضًا في إمكانية الربط الكهربائي، واتفقا على إجراء دراسة جدوى مشتركة لإنشاء شبكة كهربائية بينهما، مما يتيح تبادلاً مستقبليًا للطاقة عبر الحدود ويعزز استقرار الإمدادات.

20 مليار دولار في مشاريع بنية تحتية وتصنيع حيوية بالهند

ويمتد التعاون التقني ليشمل استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار موجهة نحو الابتكار في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية واستكشاف الفضاء، ويدعم رأس المال الاستثماري السعودي الشركات الهندية الناشئة في هذه المجالات الواعدة، ووقعا 4 مذكرات تفاهم للتعاون الفضائي، الذي يشمل تكنولوجيا الأقمار الصناعية والمهمات المستقبلية، بالإضافة إلى مجالات أخرى كالخدمات البريدية وتقنيات مكافحة المنشطات.

ويضخ صندوق الاستثمارات العامة السعودي 20 مليار دولار في مشاريع بنية تحتية وتصنيع حيوية بالهند، تتضمن تطوير الموانئ وأنظمة المترو، ودعم شبكة النقل “ممر بهارات للتنقل” الهادفة لتحديث اللوجستيات، وذلك بالتعاون مع 40 شركة هندية لإنشاء مقرات إقليمية لها بالمملكة ضمن إطار رؤية 2030، مما يعزز النشاط الاقتصادي المتبادل بينهما.

تعاون دفاعي وتنسيقًَا استراتيجيًا وحصة حج أكبر وترميم للتراث

تتضمن الاتفاقية أيضًا جانبًا دفاعيًا وأمنيًا بتخصيص 15 مليار دولار، يشمل تشكيل لجنة تعاون دفاعي جديدة وتنسيقًا استراتيجيًا وتدريبات مشتركة، بالإضافة إلى تطوير وتصنيع مشترك للطائرات المسيّرة. 

وكما تم تخصيص مبلغ 5 مليارات دولار لتعزيز الروابط بين الشعبين، ووافقت المملكة على زيادة حصة الحجاج الهنود بنسبة 10% لتصل إلى 175,025 حاجاً سنوياً، مع الاستثمار في إنتاجات بوليوود السينمائية ومشاريع مشتركة لترميم مواقع التراث التاريخي والثقافي في البلدين.