لعنة العبد تحطم أسطورة "لهاليبو يح يح"، القصة الكاملة لما جرى في 110 فرع ب"لبن" في مصر والسعودية

في واحدة من أكبر الضربات الرقابية التي شهدها قطاع الغذاء في مصر خلال السنوات الأخيرة، أغلقت الجهات الرسمية 110 فرعاً من سلسلة محلات "بلبن" الشهيرة المتخصصة في تقديم الحلويات ومنتجات الألبان، موزعة على محافظات القاهرة، الجيزة، الغربية، بورسعيد، ومدن أخرى. 

القرار المفاجئ أثار موجة من الجدل والتساؤلات، خاصة مع تشكيك المالك في دوافع الحملة وربطها بما وصفه بـ"أعداء النجاح".

حملات تفتيش مفاجئة.. وإغلاق بالجملة في المحافظات

بدأت القصة عندما شنت لجان التفتيش التابعة لهيئات سلامة الغذاء والصحة المحلية، حملات ميدانية موسعة على فروع "بلبن" بعد تلقي شكاوى متعددة بشأن مستوى النظافة وسلامة المنتجات. في الغربية، أغلقت المحافظة 5 فروع في طنطا والمحلة الكبرى، فيما أعلنت محافظة الجيزة إغلاق 12 فرعًا في مناطق مختلفة أبرزها العجوزة والعمرانية والوراق والشيخ زايد. 

أما بورسعيد، فشهدت غلق فروع إضافية بسبب عدم اكتمال التراخيص.

اللجان رصدت، بحسب تقارير رسمية، مخالفات تشمل: سوء التخزين، عدم مطابقة بعض المنتجات لمواصفات الجودة، وجود مواد غذائية مجهولة المصدر، فضلاً عن استخدام ألوان محظورة وتخزين غير صحي للمنتجات.

هيئة سلامة الغذاء: "البكتيريا الممرضة" وراء القرار

الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وفي بيان رسمي، أوضحت أن حملاتها رصدت وجود بكتيريا ممرضة في منتجات "بلبن"، اعتُبرت سببًا رئيسيًا للتسمم الغذائي في بعض الحالات.

وتم تحليل عينات من المنتجات أظهرت احتواء بعضها على مواد تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي. كما تم رصد ألوان صناعية ممنوعة وتخزين غير ملائم للمواد الخام.

وقالت الهيئة إنها زارت 47 منشأة تابعة للسلسلة، واتخذت إجراءات نظامية بإغلاق الأنشطة مؤقتًا لحين تصحيح المخالفات، مع مصادرة وإعدام المنتجات غير الصالحة.

أزمة تتجاوز الحدود.. والسعودية تدخل على الخط

امتدت الأزمة إلى خارج الحدود، بعدما أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في السعودية عن إغلاق عدة فروع لـ"بلبن" بالرياض خلال شهر رمضان الماضي، على خلفية بلاغات بتسمم غذائي. 

وأكدت الجهات السعودية أن التحقيقات لا تزال جارية بشأن شكاوى صحية تم رصدها.

واقعة الشيخ زايد تفتح النار.. و"بلبن" يرد: لم نسمع عن تسمم

في مصر، برزت واقعة تسمم أسرة في الشيخ زايد بعد تناولها "رز بلبن"، مما دفع أفرادها لتحرير محضر رسمي ضد الفرع. 

إلا أن مصادر رقابية أشارت إلى أن قرار الإغلاق لم يكن مبنيًا فقط على هذه الواقعة، بل نتيجة تراكم مخالفات سابقة.

لكن مالك سلسلة "بلبن"، الدكتور مؤمن عادل، كان له رأي آخر.

مالك "بلبن": أعداء النجاح وراء الأزمة.. ولم نرصد أي حالة تسمم

وفي تصريحات صحفية، قال مؤمن عادل: "ما يُقال حول تسبب منتجاتنا في حالات تسمم غير صحيح إطلاقًا. نحن نعمل بمعايير عالمية وتحت إشراف مختصين في سلامة الغذاء". 

وأضاف: "ما يحدث وراءه أعداء النجاح.. لن أذكر أسماء، لكنهم كثيرون"، مؤكدًا أن الأزمة الحالية مفتعلة وتهدف للنيل من اسم تجاري مصري ناجح.

وأكد أن أي شكاوى صحية لم تُسجل رسميًا بحق فروع "بلبن"، مشيرًا إلى أن منتجاته تمر بفحوص دقيقة قبل عرضها.

"سنعود أقوى".. ووعود بعدم تسريح العمال

رغم الأزمة، بدا مالك السلسلة متفائلًا، قائلًا: "المشكلة في طريقها إلى الحل قريبًا. هناك تواصل مع الجهات المختصة وسنعود أفضل مما كنا عليه". 

وطمأن العاملين قائلاً: "لم يتم تسريح أي موظف، وجميع الرواتب مستمرة دون تأخير".

جدل بين الرقابة والتشغيل.. والمستهلك في المنتصف

في ظل تباين الروايات بين الجهات الرقابية وإدارة السلسلة، يجد المستهلك نفسه أمام واقع مقلق.

 فمن جهة، تؤكد الجهات الرسمية أن ما تم كشفه لا يمكن السكوت عنه، ومن جهة أخرى تصر إدارة "بلبن" على أن منتجاتها آمنة وأن الحملة تهدف إلى إسقاط مشروع ناجح.